عضو لجنة التنسيق والتنفيذ) الذي حوكم وأعدم. وعلى الرغم من عدم وجود أي خلاف منذ البداية على موضوع ممارسة أعمال الإرهاب في المدن، واستخدام هذا الإرهاب سلاحا مضادا للارهاب الاستعماري بهدف دعم الثورة. إلا أن مفعول هذا السلاح ينتهي عادة عندما تبدأ الثورة الحقيقية ولقد اعتبر بعض زعماء الجبهة بأن (عملية الجزائر) هي خطيئة عسكرية. فقد تمكن الإفرنسيون في الأشهر الأخيرة من المعركة، من عزل (حي القصبة) تماما عن بقية المدينة بالأسلاك الشائكة. وفرض دوريات نهارية وليلية عليه. وكان الثمن الذي تكبدته الجبهة في الأرواح البشرية باهظا للغاية، فقد وجدت أنه ليس بإمكانها تأمين الدفاع عن السكان المدنيين أمام إجراءات الإفرنسيين الانتقامية العنيفة، ولكن مما لا شك فيه أيضا أن معركة مدينة الجزائر، قد لفتت أنظار العالم الى الثورة الجزائرية بصورة بارزة الى أبعد الحدود. وأدت عمليات إلقاء القنابل في كل مكان الى وقوع أعداد كبيرة من المدنيين بين الضحايا، مما زاد في أرقام الاصابات، وبرهن على قوة جبهة التحرير. كما أن أعمال التعذيب التي لجأ اليها المظليون الإفرنسيون للحصول على المعلومات، عن نشاط الجبهة في المدينة، أثارت أزمة أخلاقية في فرنسا ذاتها. ولا ريب في أن نقمة الجيش الإفرنسي التي تبدت في شهر (ماي - أيار - ١٩٥٨) لم تنجم فقط عن اضطرار لخوض معارك مضنية مع المجاهدين الجزائريين وفقا للأوضاع التي يقررونها هم، وعن قيامه بأعمال حقيرة، وممارسته لواجبات الشرطة العادية فحسب، بل نجمت أيضا عن الشعور الضمني بالذنب، وعذاب الضمير من الأساليب الوحشية التي لجأ اليها في محاولاته للقضاء على الثورة.