الجزائر أوقع جيش التحرير بالمستوطنين الإفرنسيين خسائر فادحة. وقام الجيش الإفرنسي، تدعمه القوات الجوية، بمجموعة من الإجراءات الانتقامية الرهيبة. وقد كتبت (جبهة التحرير) عن هذه المعركة - ما يلي:
(لقد تحطمت قبضة العدو، وتنفس الشعب الصعداء، وعادت الثقة إلى النفوس. وقد ربحنا معركة الولاية بصورة مؤكدة. وأقمنا الدليل على الصعيد القومي بأن في استطاعتنا، عندما نريد، أن نهز إرادة العدو وجهازه العسكري، ونعرضه للخطر). (وفي واشنطن، حيث عرضت القضية الجزائرية للمرة الأولى، تمكن العالم من أن يكون لنفسه صورة عن إمكانياتنا وتصميمنا)(*).
كان لهجمات العشرين من (أوت - آب) نتائج كثيرة، فقد شن الإفرنسيون هجمات عنيفة على قوات جيش التحرير، وارتفعت الأصوات وهي تطلب النجدات من فرنسا. وأخذت الصحافة الإفرنسية في توجيه النقد العنيف ضد الأساليب التي يستخدمها الجيش في محاولاته للقضاء على الثورة. وشجع ذلك (الإمعات) أو (المترددين) من الجزائريين الذين كانوا من أنصار التعاون مع فرنسا في الجمعية الجزائرية، دراسة الاصلاحات التي اقترحها (سوستيل) لدمج الجزائر بفرنسا. وقد استنكر هؤلاء الجزائريون، المذعنون عادة لإرادة الإفرنسيين، أعمال العنف العمياء، وحملوا على مبدأ المسؤولية الجماعية، وأجبروا على القول:(بأن سياسة التكامل التي لم تطبق أبدا بإخلاص، قد غدت عتيقة لا تصلح. وأن الغالبية العظمى للشعب باتت متعلقة بالفكرة القومية). وفجأة أمرت
(*) سيرد في القسم الثاني من هذا الكتاب صورة حية عن هذه المعركة وسواها