العرب ملابسهم، وسبحوا في اتجاهها وهم يحملون بنادقهم فوق رؤوسهم، وحاولوا الصمود إلى السفينة، غير أن بحارة السفينة استطاعوا دحرهم وإبعادهم.
بدأ الأمير عبد القادر بحفر الملاغم لتدمير الأسوار في محاولة منه للتعويض عن غياب المدفعية، ووصلت عملية التلغيم حتى أسفل السور، فأحدثت فيه ثغرة محدودة، وصدرت الأوامر بالهجوم العام واندفع العرب بحماسة غير أن قوات الإفرنسيين التي اصطفت فوق جانبي أعلى السور، أمكن لهم إيقاف حدة الهجوم، وركزوا نيرانهم الكثيفة على الثغرات، مما اضطر العرب للتوقف، ثم البدء بالتراجع في حالة من الفوضى بعد صراع مرير يائس. ووجد الأمير أن موارده المعدة للحملة قد نضبت، فرفع الحصار وعاد إلى قاعدته معسكر.
كان لهذه المعركة نتائجها البعيدة على إقليم (وهران) والقبائل المنتشرة فيه، إذ شعرت هذه القبائل شدة وطأة الإفرنسيين وثباتهم -رغم الهزيمة التي نزلت بهم. وفي الوقت ذاته كانت معركة (المدية) قد تركت نتائج مضادة، إذ أنها دفعت قائد القوات الإفرنسية (دو ميشيل) إلى البحث عن طرائق أخرى لضرب العرب بعضهم ببعض واستنزاف قدرتهم، وإضعافهم جميعا، مما يسمح بإخضاعهم بحد أدنى من الجهد.