للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مستوى العمل العلني - الرسمي - ومستوى العمل السري وكان المستوى الأول يضم الأشخاص الذين يعملون بصفة علنية ورسمية (في إطار قانون عمل الأحزاب) وهم المسؤولون عن حركة الحزب. أما المستوى الثاني، فهو الذي يعمل بموجب نظام سري ويضم عناصر حزب الشعب المنحل التي جعلت الثورة وسيلتها الوحيدة للتحرير. وكان التنظيم السري ينطلق متشعبا (كالشجرة) بدءا من الخلية التي تضم بضعة أفراد فقط، ثم مجموعة الخلايا المرتبطة بقيادة ترتبط بدورها (بالدائرة). وكان لكل دائرة مفتشها المسؤول عنها والذي يرتبط بدوره بالقيادة المركزية للمنطقة. وكانت القيادات المركزية للمناطق تتصل (بالقيادة العامة) المسؤولة عن كامل التنظيم في جميع أنحاء البلاد. وقد حقق التنظيم نجاحا رائعا في نشر شبكة خلاياه إلى كل قرية وكل موطن من مواطن القبائل القاصية والتي يطلق عليها اسم (الدوار) علاوة على تلك الخلايا السرية الكثيرة في المدن.

...

كانت قيادة التنظيم السري تعتمد في نجاحها - وبالدرجة الأولى - على نوعية عناصرها وفضائلهم. فكان يتم اختيار الشاب لضمه إلى هذه الخلايا من بين خيرة الشبان خلقا وأدبا، وأكثرهم التزاما وتمسكا بدينه الإسلامي، وأوفرهم حماسة ونشاطا، ولم يكن يسمح بضم العناصر التي تدين بالمبادىء الفوضوية أو تعتنق المذاهب الإلحادية. كما لم يكن بالمستطاع ضم أي عنصر إلى خلية من الخلايا، إلا بعد أن يقوم قلم المخابرات

<<  <  ج: ص:  >  >>