الخاص بهذه الخلية بالتحري عن ماضيه وأعماله، وعما إذا كان له اتصال بالسلطات الاستعمارية. فإذا وجد فيه الشاب المؤمن الوطني، ضم إلى الخلية بسريه تامة، بحيث لا يعرف أحد من أهله أو إخوانه ورفاقه أو حتى أخلص الناس إليه بانضمامه إلى تنظيم الجهاز السري. ويطلق على الشاب، بعد انضمامه إلى الخلية لقب (المجاهد). وكثيرا ما يدهش بعض المجاهدين حين يجتمعون لأول مرة في الخلايا، بإخوانهم، فيجد الواحد منهم شقيقا أو صديقا أو قريبا قد سبقه إلى التنظيم، دون أدنى علم منه. وتضم الخلية - عادة - أحد عشر مجاهدا بينهم رئيس الخلية، ويتم اختيار المجاهدين في الخلية الواحدة، وفي معظم الأحيان، من أبناء حي واحد، حتى لا يثير اجتماعهم أدنى شك أو شبهة. ولا يعرف المجاهد غير أفراد خليته، سواء في دائرته أو في القطر كله. ولذلك لم يكن من الغريب رؤية شقيقين أو صديقين منظمين في الجهاز السري، ولا يعرف الواحد منهما عن الآخر شيئا، لوجود كل واحد منهما في خلية منفردة.
يجتمع رئيس الخلية مع بعض رؤساء الخلايا الأخرى حيث يشكل هؤلاء (المجموع) ولهذا المجموع رئيس يجتمع بدوره مع رؤساء المجموعات الأخرى التي يضمها الدوار - القرية - أو الناحية أو المدينة. فيشكلون القيادة المحلية للدائرة. ويجتمع بالقيادة المحلية ورئيسها مفتش عن القيادة المركزية للمنطقة أو الولاية (العمالة). ويكون المفتش في أغلب الأحيان غريبا عن المنطقة، لأنه يكون عنصر