للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكبر تجمع لقبائل جرجورة - ومن هنا ظهر أو اشتق اسم (الزواف) (١) وتم تشكيل الفوجين الأولين بناء على أمر (كلوزول) الصادر في الأول من تشرين الأول - أكتوبر - ١٨٣٠. غير أن أعمال الفرار من هذين الفوجين قد أخذت في التعاظم، فكان الجنود يهربون بأسلحتهم وأعدتهم، وبلغ عدد الهاربين من الفوج الأول بتاريخ ١٥ شباط - فبراير - ١٨٣١ أكثر من ٢٢٠ رجلا من أصل (٥٢٩) رجلا. أما الفوج الثاني والذي لم يكن عدد أفراده قد تجاوز (٨٥) رجلا فقد بلغ عدد الهاربين منه (٦٤ رجلا) في التاريخ ذاته. ونتيجة لذلك تقرر دمج قوات الفوجين في فوج واحد (٢) غير أن أفراد هذا الفوح قد أظهروا باستمرار تعلقهم بقضيتهم الوطنية، ولم تتمكن القيادة الإفرنسية من قهر تطلعاتهم أو إبعادهم عن تقاليدهم الاجتماعية أو إضعاف عاطفتهم الدينية. وتطورت ظاهرة الفرار، بحيث أن عدد المتطوعين بلغ في سنة ١٨٣٣ - بعد ثلاث سنوات وعندما وصلت اللجنة الإفريقية إلى الجزائر - ما قوته (١١٤٤) شخصا لم يبق منهم في الخدمة الفعلية أكثر من (٣٦٣) جزائريا.

لقد أرادت فرنسا توفير الدم الإفرنسي، وخوض الحرب بمقاتلين يعرفون طبيعة الإقليم، ويقاتلون قومهم بدون أن تتكفل فرنسا بأكثر من نفقات زهيدة، فعملت بعد ذلك على تشكيل سريتين من الفرسان (السباهيين)، ثم طورت ذلك إلى تشكيل فرق تضم المقاتلين المغامرين المرتزقة من كل الجنسيات والقوميات وأطلقت عليهم اسم (اللفيف الأجنبي - أو الفرقة الأجنبية - ليجيون ايترانجيه).


(١) الزواف: (ZOUAVES) .
(٢) من تقرير برتزين (BERTHEZENE) إلى وزارة الحرب الإفرنسية في ١٤ - آذار مارس - ١٨٣١ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>