الإفرنسيين وينتصر عليهم في ولاية - إيالة - (وهران) وأخيرا. تمكن هذا الخليفة من محاصرة وهران، وعزلها، والسيطرة على طرق مواصلاتها، وفصل القيادة الإفرنسية بوهران عن القبائل المتنصرة، وقد كانت المعارك التي خاضها أمير تلمسان (خليفة الأمير عبد القادر) ضد قائد وهران (كلوزول) قوية إلى درجة وصفها أحد المؤرخين بقوله: (لقد نفذ البوحميدي جميع ما طلب الأمير تنفيذه، وصار الإفرنسيون داخل وهران في أشد الضيق، إلا أنهم أحسن حالا من أسرى الحرب. وكاد الأمير يحقق وعيده بأن لا يسمح للطير أن يحلق من غير إذنه فوق المدن التي استولى عليها الإفرنسيون الذين أصبحوا مشلولين تماما، يطلبون الخلاص من قيودهم، ويحدون صعوبة في تنفس الهواء، وتتفتت أكبادهم غيظا. وأقاموا يترقبون وصول الدعم مع أوامر الهجوم يندفعوا على ذلك الأمير الذي رماهم بسهام ذكائه المدهش).
ذهب (كلوزول) إلى وهران يوم ٢١ تشرين الثاني - نوفمبر - ١٨٣٥ لإنهاء استعداداته، وحدد واجب العمليات بقوله:(إن أول ما نبدأ به هو الزحف بجيوشنا على عاصمة الأمير، فإذا ما ساعدنا الوقت في الاستيلاء عليها، فسنثأر لأنفسنا من العرب، ثم نعقد مع الأمير صلحا لكل نزاع). وحشد (كلوزول) لمعركته جيشا من (١٢) ألف مقاتل؛ في حين كانت قوات الأمير تضم (٨) آلاف فارس، و (ألفي) جندي من المشاة (الراجلين)، بالإضافة إلى (٤) مدافع. وغادر (كلوزول) وهران يوم ٢٧ تشرين الثاني (نوفمبر) للاستيلاء على (معسكر). ونظرا لأن هذه المدينة لم تكن مجهزة للدفاع. كما أن قوات الأمير
منظمة على أساس حرب الحركة وليس على أساس واجبات الحصار، بالإضافة إلى أن اسراتيجية الأمير كانت قائمة على أساس