تجنب الصدام مع قوات متفوقة في معارك جبهية فقد أصدر الأمير عبد القادر أوامره إلى سكان معسكر بالخروج منها.
اجتاز (كلوزول) بقواته غابة (مولاي إسماعيل) وخاض نهر (سيق) دونما مقاومة تذكر. ولكن عندما اقترب الجيش الإفرنسي من نهر (هبرة) ظهر له العرب وهم يتحركون في اتجاه متواز مع خط تحركه، وعلى امتداد المرتفعات المجاورة. كان الأمير عبد القادر يراقب تحرك أعدائه وينتظر الفرصة المناسبة التي يقع فيها خلل في الصفوف الأمامية الإفرنسية ليعطيه نقطة ضعف صالحة للهجوم. غير أن (كلوزول) شعر بنوايا الأمير، فتوقف لفترة ريثما أعاد تنظيم صفوفه فسد الثغرات وتحصن بالأرض، ثم أطلق قواته في وحدات صغرى للإغاره على العرب. ولكن عبد القادر رفض الدخول في المعركة. فقد ترك خصمه يتمتع بالثمار الضحلة لتغيير خط هجومه، واندفع هو بسرعة لوضع نفسه على محور التقدم الرئيسي الذي يقود إلى مدينة (معسكر)، ونشر جناحه الأيسر على مرتفع اختار فيه المرابض المناسبة لمدافعه، أما يمينه فكان محميا بصورة طبيعية، وكان اختياره لهذا الموقع مناسبا جدا من وجهة النظر (الجيو استراتيجية). ودفع بعد ذلك طلائع قواته للاستيلاء على أربعة أماكن للعبادة موقوفة على (سيدي مبارك). ولكن الإفرنسيين أمكن لهم معاودة الاستيلاء عليها بعد قتال مرير. وأطلق الفرسان العرب نيرانهم في جهات مختلفة، غير أن قنابل الإفرنسيين وقذائفهم استطاعت تدمير المقاومات العربية. وتولى الأمير عبد القادر توجيه نيران مدافعه بنفسه، واستطاعت بعض القذائف الموجهة بدقة إحداث الفوضى في إحدى الكتائب الإفرنسية فقاد الأمير على الفور مشاته ضدها. واندفعت القوات العربية بحماسة للاشتباك