للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٩٥٤ (يوم عيد جميع القديسين) بمزيج متناقض من المشاعر، التقى فيها اليأس بالرجاء، والقنوط بالأمل، فهل يمكن (للجزائر الفرنسية) كما كانوا يسمونها، أن ترفع صوتها بالتذمر والاحتجاج، بعد طول استكانة؟ وأسرع العالم العربي - الإسلامي، بجماهيره الواسعة، يحتضن الثورة بقلوب ملؤها الإيمان والثقة. ويتابع بعيون يقظة ما يحدث على ثرى الجزائر الطهور.

وحاولت فرنسا الاستمرار في سياستها لعزل الجزائر المجاهدة، بشتى الأساليب، وبمختلف الوسائل، غير أنه بات من المحال عليها إخفاء وهج الشمس الساطعة.

وأخذ العالم، شيئا بفشيئا، يخترق ببصره ستار الكتمان الفرنسي، وأقبل الباحثون عن المعرفة، أو الباحثون حتى عن المغامرة، وهم يستطلعون معالم هذا الأفق الجديد. وكان بعضهم موضوعيا، وحاول بعضهم الآخر تفسير ما يقع تحت بصره بمنظوره الخاص أو على أساس أفكار سلفية، غير أن هؤلاء وأولئك اتفقوا على حقيقة واحدة لم يكن باستطاعتهم إنكارها أو التنكر لها: هنا عالم جديد يظهر للوجود، وهو عالم يناقض كل ما هو معروف مما صنعته الأجهزة الاستعمارية الفرنسية.

من هذا العالم الجديد، توافرت المعلومات عن حقيقة المجاهدين، وعن حقيقة ما يتضمنه مفهوم الجهاد، وما تشمله أيام الجهاد من جلائل الأعمال، التى يضيق المجال، مهما كان متسعا، عن احتوائها والإحاطة بها، وإذن، فقد يكون التعرض لبعضها كافيا لتقديم صورة عنها. وقد جاء في (هذا المجال) (١)


(١) المرجع: شهادات حرب الجزائر كما شاهدوها (للكاتب داجنس نيهيتر) في صحيفة =

<<  <  ج: ص:  >  >>