والقلاع والكنائس بأضرار بالغة. ومات تحت أنقاضها ثلاثة آلاف نسمة من سكانها وجندها - ومن بينهم الحاكم العام الإسباني - بالنيابة - (دون نيكولا غارسيا,) والتهمت النيران بعض السفن والأماكن الأخرى. وزاد من هول الكارثة انطلاق الإسبانيين للنهب والسلب، وهو ما أورده قائد الجيش الإسباني في تقريره للملك والذي جاء فيه:(أن بعض الرجال الذين لا أخلاق لهم، من أصحاب الحياة السافلة - من إسبانيي وهران - قد اغتنموا فرصة هذه الحادثة فامعنوا في نهب الديار الغنية بصفة أفظع مما لو كان العدو قد قام بهذا النهب، ولم يبق للمستعمرين البائسين أي شيء مطلقا. ورغم القسوة التي قابلنا بها هذه الأعمال اللصوصية، والعقاب الصارم الذي أنزلناه بمرتكبيها، فإن الأشقياء لم يرتدعوا، واستمروا في أعمال النهب والسلب). وحدث بعد ذلك مزيد من الهزات الأرضية كان من أقواها ما حدث يوم ٢٢ تشرين الثاني - نوفمبر - ويوم ٦ كانون الثاني - يناير ١٧٩١. ولم يتوقف الصراع خلال ذلك، وتناقص عدد أفراد الحامية الإسبانية حتى بلغ (١٥٢٦) رجلا. تم توزيعهم على أكثر المواقع أهمية، في حين كان بقية الرجال من غير المقاتلين يعملون مع النسوة في إصلاح الحصون وترميم الثغرات التي تحدثها هجمات المجاهدين. وتلقت الحامية الإسبانية على إثر ذلك دعما مكونا من (٧) آلاف مقاتل. واستمرت حروب الاستنزاف طوال فصلي الربيع والصيف من سنة ١٧٩١، تخللتها معارك طاحنة كان من أبرزها معارك ٣ - ٩ أيار - مايو - ومعركة يوم ٥ تموز يوليو -.
عرفت إسبانيا أنه بات من المحال عليها الاحتفاظ بقاعدتي (وهران والمرسى الكبير) وتحولت هاتين القاعدتين إلى عبء يستنزف القدرة الإسبانية، فحاولت الحصول على شروط مناسبة للصلح،