للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنفجر أحيانا. واستشهد منهم نحو المائة رجل من جراء هذه الانفجارات. ولم يعلن الإسبانيون عن خسائرهم، غير أنهم ذكروا بأن مدافعهم قذفت الجزائر بأكثر من (١٥١٥٠) مقذوفا من عيارات مختلفة، لم تصب المدينة بخسائر تذكر.

لم تحقق هذه الحملة أهدافها، وحاولت الإدارة الإسبانية التستر على فشلها الجديد بأنها سترسل حملة أقوى من كل حملاتها السابقة، غير أنها باتت مقتنعة، ومعها العالم المسيحي، أنه من المحال النيل من صمود الجزائر، فجنحت إلى السلام والمهادنة، وأرسل إلى الجزائر مندوبين (هما الكونت داسبلي، والأميرال مازاريدو) بمهمة عقد هدنة، ودارت مفاوضات طويلة انتهت يوم ١٤ حزيران (يونيو) ١٧٨٥ باتفاقية تقضي بإلزام إسبانيا بدفع جزية معينة من المال للجزائر مقابل عدم التعرض لسفنها، وعلى أن تعاملها الجزائر معاملة الدولة المسالمة. غير أن هذه الاتفاقية لم تنفذ بسبب تصميم الإسبانيين على الاحتفاظ بوهران والمرسى الكبير، وبسبب مماطلة الإسبانيين في تنفيذ بقية الشروط (على الرغم من موافقة الحكومة الإسبانية على الاتفاقية). وكان لا بد من استئناف الصراع في البحر، وفي البر أيضا، من أجل إخراج الإسبانيين من فوق تراب الجزائر.

<<  <  ج: ص:  >  >>