مع الإفرنسيين في معركة قصيرة وحاسمة وأرغمهم على الانسحاب. وعاد (بيجو يوم ١١ حزيران - يونيو - في محاولة للتفاهم مع (القناوي) غير أن هذه المحاولة فشلت، وبعدئذ وجه (بيجو) إنذارا خطيا إلى (القناوي) جاء فيه: (نرغب أن تكون لنا نفس الحدود التي كانت للأتراك ثم لعبد القادر، إننا لا نريد أن نأخذ منكم شيئا. ولكن يجب أن نصر على عدم إيواء عبد القادر بعد اليوم، وأن لا تمنحوه المساعدة أو التأييد، وأن لا تدعموه بعد أن أوشك على الهلاك ثم تطلقوه ضدنا من جديد. إن عملا كهذا ليس من الصداقة في شيء، إننا نخوض حربا، وإنكم كنتم تقومون بالحرب ضدنا على هذا المنوال منذ سنتين. إننا نطلب منكم أن تحصروا دائرة عبد القادر وكبار مساعديه في غرب الدولة، وأن تقرقوا جيشه النظامي، المشاة منه والفرسان، ونطلب منكم أيضا أن ترفضوا منذ الآن السماح بهجرة قبائلنا إلى مناطقكم، وأن تعيدوا إلينا حالا أولئك الذين لجؤوا إليكم. وإننا نلزم أنفسنا بالمعاملة بالمثل تجاهكم فيما إذا حدث مثل ذلك بالنسبة إلينا. وهذا ما يمكن تسميته حقا التطبيق العملي لمبدأ الصداقة الحقيقية بين أمتين. وبهذه الشروط سنكون أصدقاءكم، وسنشجع تجارتكم، وسنكون إلى جانب حكومة مولاي عبد الرحمن بقدر ما نستطيع أما إذا تصرفتم غير ذلك فسنكون أعداء لكم. فأجب في الحال وبدون تملص لأنني لا أفمه).
لم يأت هذا الإنذار بنتيجة تذكر، وتراجع الجيش المغربي إلى داخل البلاد، واحتل (بيجو) مدينة (وجدة) بصورة مؤقتة، وتطور الصراع على الحدود. فأرسلت الحكومة الإفرنسية قطعة من أسطولها