المؤقتة للجمهورية الجزائرية، وأعلن عن تشكيلها يوم (١٩ - أيلول سبتمبر - ١٩٥٨) فاكتمل بذلك الكيان الرسمي للدولة الجزائرية، بوجود حكومة، وجيش وأجهزة إدارية لإدارة البلاد.
أصبحت (القضية الجزائرية) معضلة من أضخم المشكلات الدولية ولقد سجلت وبوقشت في دورات الأمم المتحدة المتتالية، وكانت في كل مرة تكتسب المزيد من الدعم والتأييد الدولي. وبات مصير السكان المدنيين الجزائريين (مليونا نسمه من المرحلين) يقلق العالم بأكمله. وأثار التعذيب والاغتيالات، واستمرار فرنسا في ممارساتها الوحشية - ومنها اغتيال عيسى ايدير - استنكارا عالميا. وباتت فرنسا في حاله مفزعة من العزلة الدولية، حيث أخد حلفاؤها في انتهاج سياسة مستقلة عنها (وظهر ذلك في أزمة ساقية سيدق يوسف عند ما اعتدت فرنسا على الحدود التونسية، الأمر الذي مهد لسقوط الجمهورية الرابعة وقيام جمهورية (ديغول) الخامسة.
ومقابل هذا التآكل (والاهتراء) في (الهيبة الإفرنسية) عسكريا وسياسيا واقتصاديا، كانت حكومة الثورة وجيش الثورة، وشعب الثورة، تكتسب هيبة متعاظمة، أبرزها التأييد المتزايد لشرعية الحكومية الجزائرية، بقدر ما أبرزتها الزيارات الرسمية التي قام بها القادة الجزائريون لبعض دول العالم (زيارة ابن خدة لأمريكا اللاتينية - آب - أغسطس - ١٩٦٠) وزيارة نائب رئيس الحكومة المؤقتة (كريم بلقاسم) لهيئة الأمم المتحدة وكذلك زيارة الرئيس فرحات عباس إلى بكين وموسكو في تشرين الأول - أكتوبر - ١٩٦٠. هذا بالإطافة إلى التأييد المتعاظم في المؤتمرات الإقليمية (الشعوب الإفريقية - الآسيوية). لقضية (الثورة الجزائرية).