جيش التحرير الوطني، وزيادة قوته، ورفع مستوى تدريبه على الأسلحة الحديثة والأساليب التعبوية - التكتيكية -. وكانت السدود التي أقامتها فرنسا (خط موريس) تحطم جزئيا وفي مرات متعددة، أثناء مرور وحدات كاملة، أو بمناسبة الهجمات العامة المنظمة التي كانت توجهها القيادة العليا وتوطدت هذه الانتصارات العسكرية، بظهور عامل جديد، وهو تعاظم دور جماهير الشعب المجاهد، وبروز الإرادة الشعبية الموحدة في تلك التظاهرات التي بدأت منذ (١١ - كانون الأول - ديسمبر - ١٩٦٠) في المدن الجزائرية الكبرى. حيث عبرت جماهير الشعب عن إيمانها (بالجزائر المستقلة) وثقتها (بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية).
ففي الجزائر العاصمة ووهران والبليدة ومستغانم وجيجل، رفع العلم الجزائري، وهتفت له حناجر عشرات الآلاف من المتظاهرين. وبداية من اليوم ذاته، شرع (١٥) ألف معتقل جزائري في سجون فرنسا في إضراب الجوع غير المحدد، حتى يعترف لهم بالنظام السياسي، واعتبارهم (أسرى حرب). ودعم الرأي العام الجزائري هذا الإضراب، كما سانده الرأي العام العالمي، وحقق هذا الإضراب انتصارا كاملا يوم (٢٢ - تشرين الثاني - نوفمبر - ١٩٦١).
كانت المفاوصات والاتصالات التي بدأت منذ عام ١٩٥٦، تسير بتعثر. ولكن السياسة الإفرنسية نحو الجزائر أخذت في التطور بصورة حاسمة تحت تأثير محصلة الصراع العسكري والسياسي، ولو أن هذا التطور سار بخطوات بطيئة استمرت أربع سنوات - منذ وصول الجنرال (ديغول) إلى الحكم، وذلك بسبب المقاومة الضارية التي كانت تقودها وتوجهها الدوائر الاستعمارية في الجزائر، وقوات