الجيش الفرنسي لإحباط أي محاولة لحل القضية الجزائرية. وهكذا بدأت مجموعة من العروض الغامضة، ثم التراجع والمراوغة. فكان أن عرض - ديغول - ما أطلق عليه (اسم سلم الأبطال) في (٢٣ تشرين الأول - اكتوبر - ١٩٥٨) الذي رفضته الحكومة الجزائرية بسبب غموضه، وبسبب رفض الحكومة الإفرنسية التفاوض مع الزعماء الجزائريين المعتقلين في فرنسا (ابن بيللا ورفاقه). وجاءت بعد ذلك المحاولة الفاشلة التي قامت بها حكومة ديغول لإجراء انتخابات وتشكيل مجلس للنواب الجزائريين بهدف خلق بديل للتفاوض عوضا عن (جبهة التحرير الوطني). وأخذت فرنسا - ديغول - في التهديد بفصل الصحراء عن الجزائر إذا ما أصرت الجبهة على قضية (حق تقرير المصير - والاستقلال) وجرى اتصال مع الجبهة في (مولان) بتاريخ ٢٠ حزيران - يونيو - ١٩٦٠. أكدت فيه فرنسا اسمرارها بأساليب الخداع والتضليل ومحاولة كسب الوقت، ففشلت محاولة المفاوضات من جديد. وهنا حداث التطور الخطير الذي كان له التأثير الحاسم في وضع حد لعملية الخداع الإفرنسي.
فقد اندلعت التظاهرات العنيفة في مدن الجزائر (في كانون الأول - ديسمبر - ١٩٦٠) وسقط فيها مئات الشهداء. ويظهر أن فرنا قد استخلصت العبرة. فكانت مفاوضات (ايفيان) الأولى، ومفاوضات (لوغران) في صيف (١٩٦١). ولكن ظهر أن باريس لا تزال متمسكة بالصحراء) ففشلت المفاوضات واستمرت المظاهرات الجماهيرية التي برهنت على أنه ليس هناك حل للمشكل إلا بالتفاهم مع الحكومة الجزائرية. ثم اجتمع المجلس الوطني للمرة الرابعة، وشكل حكومة جديدة (هي حكومة السيد يوسف بن خدة) والتي أعلن رئيسها يوم ٢٤ - تشرين الأول - اكتوبر - ١٩٦١ أنه يفتح