الباب الواسع أمام المفاوضات. واقترح طريقا أكثر واقعية للوصول إلى نهاية الحرب وتحقيق الاستقلال عبر أقصر الطرق. واستمرت الاتصالات السرية طوال أربعة أشهر، وأسفرت عن المفاوضات الأخيرة التي جرت على الحدود السويسرية - الإفرنسية (من ١١ إلى ٢١ شباط - فبراير - ١٩٦٢) وبعد مصادقة المجلس الوطني للثورة الجزائرية، ومجلس الوزراء الفرنسي، تم التوقيع على معاهدة (إيفيان) بتاريخ ١٨ آذار - مارس - ١٩٦٢ وتوقف القتال في منتصف نهار ١٩ - آذار - مارس. على أساس الاستقلال وضمانات تقرير المصير الذي سوف يجري في فترة لا تتجاوز ستة شهور، وبذلك تستقل الجزائر استقلالا ناجرا كاملا (*).
...
وجلت القوات الاستعمارية عن تراب الجزائر المجاهدة، وعاد الثرى طهورا بما ارتوى من دماء الشهداء الأبرار. غير أن العرض السابق يتطلب وقفة قصيرة عند بعض المواقف التي مر العرض عليها بسرعة، مثل (موقف لاكوست من محاولة تنظيم قوة جزائرية لمجابهة الثورة) ومثل (مضمون برنامج شال - من وجهة نظر الجزائريين). وكذلك (إحدى ظواهر نقل الصراع إلى فرنسا) و (فضائل الثوار - المجاهدين) وذلك قبل استقراء بعض ملامح الأعمال القتالية التي تكمل صورة الموقف، وتلونها، - وفقا للمصطلحات الأدبية الحديثة -.
(*) تم الاعتماد في هذا القسم من البحث - بالدرجة الأولى - على (النشرية الداخلية - وزارة الداخلية - الجمهورية الجزائرية - رقم ١٣ - مارس ١٩٦٢). وكذلك (نشرة الثور الجزائرية - إعداد بلقاسم بنعيمي - وثائق متحف المجاهد).