المعنوي - الروحي - ولقد قيلت كلمات كثيرة في رثائه، لعل أصدقها كلمة أخيه في الله وأخيه في الجهاد وخلفه في رئاسة جمعية العلماء الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، الذي كتب ما يلي:(... أعتقد أن الراحل، أخي العزيز، لم يكن لأحد دون أحد، بل كان كالشمس لجميع الناس. وأعتقد أن فقده لن يحزن قريبا دون بعيد. وإن أوفر الناس حظا من الأسى لهذا الخطب، هم أعرف الناس بقيمة الفقيد، وبقيمة الخسارة بفقده للعلم والإسلام، لا للجزائر وحدها. فلهذا بعثت أعزيكم على فقد ذلك البحر الذي غاض بعد أن أفاض ... وإن كانت التعازي تعاليل لا تطفي الغليل. ولكنها على كل حال تحمل بعض الروح من كبد تتلظى شجنا، إلى كبد تتنزى حزنا. وظني في أخي أنه لو كان يعرف عنواني لكان أول معز لأول معزى)(١).
(واحسرتاه - رحم الله الراحل العزيز، جزاء ما بث من علم وزرع من خير وثقف من نفوس. ولله ذلك اللسان الجريء، وذلك الجنان المشع، وذلك الرأي الملهم. وإنا لفقدك يا عبد الحميد لمحزونون).
(١) كان الشيخ الإبراهيمي في هذه الفترة معتقلا في سجون (الحكومة).