للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيتبرأ منه إذا رفض الانصياع إلى أوامره وطلب منهم أن (يطردوه من بينهم) (١).

استطاعت فرنسا بذلك، وعن طريق الأمير عبد القادر، إحباط معظم الجهود التي بذلها (محيي الدين) طوال أشهر عديدة. وزاد موقفه حرجا عند قيام حكومة تونس بحذو حذو الأمير عبد القادر في مطاردة (محيي الدين) وإلقاء القبض على كل (الغرباء) الذين يفدون بحرا إلى الجزائر. ولكن وعلى الرغم من الضجيج الذي أثارته رسائل الأمير عبد القادر، وما نزل بابنه من تدهور في الروح المعنوية بنتيجة ذلك، وعلى الرغم أيضا من مضايقات الحكومة التونسية، فقد صمم (محيي الدين) متابعة أعماله في بداية سنة ١٨٧١، فتقدم بمن انضم إليه من المجاهدين والأنصار إلى قرية (نقرين) في أواخر شهر شباط - فبراير- وسيطر على قرية (فركان) وراسله سكان الصحراء ليتجه إليهم جنوبا. ولكنه فضل أن يتجه نحو (الشريعة) و (تبسة). وفي يوم ٩ آذار - مارس دخل إلى (نقرين) ووفد عليه هناك وفد من أولاد خليفة، الثائرين بالشريعة. فاتجه معهم إلى (سكرانه) ثم إلى (الشريعة) و (جبل الدكان). وشعر المعمرون الأوروبيون بالخطر، فتحصنوا بمدينة (تبسة) وأغلقوا أبوابها، والتجأ معمرو حلوفة الأوروبيون إلى (مسكيانة). وفي يوم ٢٦ آذار- مارس- اصطدم محيي الدين بقوات فرنسية متفوقة في (وادي الحميمة) ودارت رحى معركة طاحنة أظهر فيها المجاهدون قدرا كبيرا من الثبات، غير أن القوات الإفرنسية المتفوهة بالقوى والوسائط النارية، استطاعت إحراز النصر، واضطر


(١) تاريخ الرسالة أواخر المحرم ١٢٨٨ هـ (٢٠ نيسان - إبريل - ١٨٧١) ونشرتها صحيفة (المبشر) العدد ٧٥٤ (٨ حزيران - يونيو - ١٨٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>