وبلاغته النثرية لفضح الطرق ومشايخها، ولإسقاط الهالة الدينية التي كانوا يتسترون بها.
استمر الشيخ العقبي، عنيفا في هجومه، مقذعا في نقده، مما أثار شيوخ الطرق ضده. وكانت جمعية العلماء قد تبنت خطا معتدلا يرمي إلى جمع الشمل وإجراء الإصلاح من الداخل - بالحجة والإقناع واكتساب الوقت (وإقناع رجال الطرق بوجوب تطوير زواياهم حتى تصبح معاهد علم ونور وهداية - على نحو ما كان عليه أمرها عند ظهورها). وأدى تطرف العقبي في هجومه إلى أن انفكت العصبة، وانحلت الرابطة الأولى. وانسحب المرابطون من نادي الترقي ومن جمعية العلماء. ثم إن الشيخ العقبي ازدادت صلابته، حتى اصطدم برجال جمعية العلماء - مثل السيد عمر إسماعيل والعاصمي - واشتعلت نار حرب مؤلمة بين الجانبين. إلى أن جاء الاجتماع الثاني للعلماء فانسحب الطرقيون من الجمعية، ثم أسسوا جماعة (علماء السنة).
وقعت بعد ذلك حادثة (مقتل مكحول) والتي سبقت الإشارة إليها (نهاية فقرة ٣ - مدافع الله) وخرج العقبي من السجن، وهو غير العقبي الذي دخله. فأخذ في الإيضاح للإدارة الإفرنسية حتى إذا ما انفجرت الثورة التحريرية الكبرى (سنة ١٩٥٤). وقف منها موقف المشكك بقدرتها على النجاح. وأصيب في أواخر أيامه بأمراض الشيخوخة، وتوفي سنة ١٩٥٦.