وعندما علم بتحرك عروج وأخيه خير الدين قاد ما لديه من القوة إلى (واد الجر) على بعد خمسة مراحل من (البليدة). وكان من المقدر له أن يخسر المعركة مسبقا إذ تخلى عنه معظم المسلمين في (تنس). وهكذا فما أن وصل (عروج) وقواته حتى دارت على الفور معركة قصيرة وحاسمة انتهت بهزيمة قوات (السلطان التومي) وتمزقها شر ممزق، ودخل جيش الجزائر الظافر مدينة (تنس) وركب الإسبان سفنهم وغادروا المدينة على عجل، وقتل السلطان التومي. وانصرف بعد ذلك (عروج) لإعادة تنظيم الإقليم، فقسمه إلى قسمين إداريين: مقاطعة شرقية يتولى إدارتها خير الدين ومركزها الإداري مدينة (دلس). ومقاطعة غربية يتولى إدارتها عروج بنفسه ومركزها الإداري مدينة (الجزائر العاصمة) وغادر خير الدين مدينة تنس بعد الفتح، وذهب إلى دلس فافتتحها بدون مقاومة تذكر، وانصرف لإدارة أمورها.
ولم يكد (عروج) ينهي تنظيم أمور البلاد تنظيما أوليا حتى وفد عليه أهل (تلمسان) يستنجدون به لإنقاذهم مما نزل بهم على أيدي سلطانهم الزياني (أبو حمو الثالث) الذي زاد عسفه باعتماده على الإسبانيين الذين أعادوا تنصيبه على (عرش تلمسان) وأعانوه ضد الملك الشرعي (أبي زيان) الذي تم إيداعه السجن بعد انتصار (أبو حمو الثالث). وتبع ذلك صراعات مريرة واغتيالات كثيرة مزقت شعب المدينة الواحد، وأسلمته إلى حالة رهيبة من الفوضى والاضطراب.
وضع الأخوان ذوي اللحى الشقراء (عروج وخير الدين) هدفا لهما وهو تحرير المغرب الأوسط (الجزائر) من الإسبانيين الصليبيين. وكان هذا الهدف يتطلب بالضرورة طرد القوات الإسبانية من