للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمدية) وما يحيط بها من القرى (الدوارات) كما اعترفت به وأقرت بسيادته بلاد الجبال (القبائلية). وأصبحت إمارة الجزائر تمتلك الهيبة والقدرة.

كان (خير الدين) وأسطوله في قاعدة (جيجل) عندما حدثت المعركة الظافرة، وعندما بلغه انتصار المجاهدين قاد أسطوله المكون من عشر سفن، وأرسى به في مدينة الجزائر على الرغم من وجود

الحامية الإسبانية في قلعة الصخرة. وكان عروج وخير الدين يعرفان أن الإسبان لن يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه ما نزل بهم من هزيمة، وأنهم لن يتخلوا عن احتلالهم للجزائر بسهولة، فبادر عروج وخير الدين لتحصين مدينة الجزائر وتنظيم الدفاع عنها. وأسرع أبناء الجزائر لبناء الأسوار الضخمة والقلاع الحصينة بسواعدهم القوية تدفعهم حماسة لا حدود لها وإيمان لا يوصف.

قرر عروج استثمار النصر للقضاء على النظام العميل الذي أقامه الإسبان في (تنس) وعينوا لإدارته (يحيى بن سالم التومي -الزياني) ووعدوه بتوسيع إمارته لتشمل (تلمسان) بعد انتصارهم على سلطنتها التي آلت إلى (حميد العبيد - من بني مهل). وقد اتخذ (عروج) قراره هذا بعد أن ولغ (يحيى بن سالم التومي) في دماء المسلمين. وبعد أن شجع الإسبان على غزو الجزائر وواعدهم على تقديم الدعم - ولو أنه لم يفعل - وعلى هذا، قاد (عروج) قواته برا حيث غادر الجزائر في شهر حزيران (يونيو) سنة ١٥١٧ ومعه ألف تركي وكتائب من المجاهدين الأندلسيين. وفي الوقت ذاته تولى (خير الدين) قيادة القوة البحرية.

كان سلطان (تنس) يحيى بن سالم التومي. قد تلقى دعما إسبانيا يتكون من خمسمائة مقاتل بالإضافة إلى اسيطيل يضم أربعة سفن،

<<  <  ج: ص:  >  >>