٣ - المقاتلون من سكان المدينة ذاتها، والذين كان الإسبان يعتقدون بأنهم سيكونون عونا لهم في هذه المعركة.
تدفقت قوات المسلمين وهي تندفع كالسيل لتجتاح في طريقها قوات العدوان الصليبي وهي تردد صيحة الحرب (الله أكبر) ورددت جبال الجزائر أصداء المعركة. فأقبلت جموع المجاهدين لترفد المعركة بالمزيد من القدرة والشدة. وعم الرعب والفزع في صفوف القوات الإسبانية التي فقدت قيادتها السيطرة عليها. فهيمن الاضطراب على كل تحركاتها. ولم يبق هناك من مجال أمامها إلا العودة للسفن، في حين كانت قوات المجاهدين تسد على هذه القوات كل المنافذ وتعمل فيها قتلا وأسرا. وزاد من محنة القوات الإسبانية هبوب عاصفة هوجاء حطمت على صخور (باب الواد) نصف قوة الأسطول الإسباني، وبات من الصعب على فلول القوات الوصول في وسط هذا الهياج إلى السفن التي كان يضرب بعضها بعضا، وقد ازدحمت لإنقاذ ما يمكن لها إنقاذه. وتركت فلول القوات الإسبانية، كامل متاعها وجميع تجهيزاتها ووسائطها بالإضافة إلى ثلاثة آلاف قتيل وثمانماثة أسير.
دعم هذا النصر العظيم من ثقة المجاهدين بقدراتهم وإمكاناتهم، ورفعت من روحهم المعنوية التي أحبطتها الانتصارات الإسبانية السابقة، فأقبل سكان سهل متيجة (متوجة) وهم يعلنون ولاءهم المطلق وتأييدهم للنظام الذي شرع (عروج) بإقامته على أرض الجزائر وانضمت لإمارة الجزائر مدن: (البليدة ومليانة
= الوصول إلى هدفه، حيث مزقته العواصف العاتية، وعندما توفي ترك إسبانيا في حالة من الاستنزاف المطلق والانهيار الاقتصادي التام.