للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وستة آلاف فارس. غير أن هذه القوة على ضخامة حجمها لم تصمد لصدمة جيش الجزائر الذي يقوده (عروج) فتمزق بسرعة، ومضى (عروج) لمتابعة تقدمه بسرعة مذهلة حتى وصل (تلمسان)، التي استقبلت قوات الجزائر بالفرحة العارمة. وخرج (أبو زيان الثالث المسعود) وتولى سلطانه، غير أن الفتن ما لبثت أن عادت للظهور بين أطراف الزيانين ذاتهم، هؤلاء المؤيدين لأبي زيان وأولئك أنصار (أبو حمو) وبينهما أنصار الإسبانيين وعملاءهم. وتعاظمت الفتنة إلى درجة حملت (أبو زيان) على إعلان تمرده على (عروج) الأمر الذي أرغم هذا على العودة إلى تلمسان وقتل سلطانها وجماعة من قرابته وأنصاره بالإضافة إلى قادة الفتنة وزعماء المشاغبين.

وفي تلك الفترة، كان (أبو حمو) قد جمع بعضا من فلول قواته الممزقة، ومضى بها إلى مدينة (فاس) غير أنه لم يستقر بها طويلا، فمضى إلى مدينة (وهران) حيث وضع نفسه تحت حماية حاكمها العام الإسباني، مستمدا منه العون والدعم حتى يستعيد ملكه وسلطانه. كان ملك إسبانيا الجديد (شارل الخامس - أو شارلكان) يتابع تطورات الموقف في المغرب الإسلامي. فأرسل إلى الحاكم العام في (وهران) يأمره باستخدام كل إمكاناته لانتزاع تلمسان من قبضة المسلمين الجزائريين وإعادة (أبو حمو - أو أبو قلمون كما كانوا يسمونه) إلى حكم إمارته (تلمسان) ودعمه بالاعتدة وبقوة مقاتلة بلغ عدد أفرادها عشرة آلاف مقاتل.

خرج (أبو حمو) من (وهران) في أواخر شهر كانون الثاني - يناير - ١٥١٨، ومعه جموع من الأعراب بالإضافة إلى فرقة من الجيش الإسباني، وتمكنت هذه القوة من مباغتة قلعة (بني راشد) بهجوم

<<  <  ج: ص:  >  >>