المتمرد (ابن إسماعيل) من تلمسان ومعه أنصاره للقاء الأمير. غير أنهم لم يصمدوا لضربات للأمير، الذي أمكن له من أن ينتصر أولا على (مصطفى بن إسماعيل) الذي تمزقت قواته، ورجعت بفلولها إلى تلمسان تاركة فوق أرض المعركة مئات القتلى وآلاف الجرحى. أما قبيلة (أنجاد) فلم تتمكن من مجابهة الأمير، بل فرت منذ بداية النهار، تاركة وراءها كل ما تملك حتى أنها سلمت في حريمها وأولادها، وجرح قائد قبيلة أنجاد المعروف باسم (عبد الله غماري).
تبين للجنرال (كلوزول) أن كل آماله قد تدهورت، غير أنه حاول التكتم على هزائمه فأرسل تقريرا إلى حكومته (أشاد فيه ببطولة جيشه التي حققت له النصر على الأمير، والاستيلاء على دار الإمارة بعد معارك طويلة) إلا أن الحكومة تلقت تقارير مناقضة من عناصر استخباراتها تفيد: (بأن القوات الإفرنسية قد دخلت دار الإمارة، دون أن يكون الأمير فيها، أو يجدوا من يقاومهم، وفي اعتقادهم أن عدم مجابهة الأمير للإفرنسيين كانت خطة عسكرية والدليل على ذلك، أن الأمير اتخذ من استيلاء الإفرنسيين على معسكر حجة للفتك بالقوات الإفرنسية وتدمير القبائل المؤيدة لها - وعلى كل حال، فإن كلوزول ليس بالرجل الذي يمكن له أن يكون كفوءا للأمير، وأن ما يرسمه كلوزول من الخطط لم ولن يحدي نفعا).
وكتبت وزارة الدفاع الإفرنسية إلى كلوزول رسالة جاء فيها:
(بان هناك شائعات تقول بخلاف ما تدعيه أنت في تقاريرك، وعليك أن تكون صريحا مع وزارة الدفاع حتى تتمكن من معالجة المشكلات بحسب ما تقتضيه المصلحة العامة في الجزائر). وأمام هذا الموقف، أعاد (كلوزول) تقدير موقفه، فوجد نفسه أمام مأزق لا يخرجه منه إلا استيلاؤه على تلمسان، فنظم قوة من (٨) آلاف جندي، وتوجه بها