يظهر من خلال هذه الصورة القاتمة أن كل ساعة من ساعات عمر الثورة الجزائرية الأخيرة - ثورة التحرير- كانت حافلة بالأحداث المثيرة، ومن هنا، فالوجيز الذي سبق عرضه لا يمثل أكثر من صورة عامة لأحداث الثورة، غير أن هذا الوجيز- على قصره - يبرز الملامح الرئيسية لمسيرة الصراع وتطوره. وهي الملامح التي تعطي للثورة الجزائرية، خصوصيتها، ولعل من أهم هذه الملامح:
١ - تحديد الهدف بوضوح منذ بداية الثورة وحتى نهايتها وهو (حق تقرير المصير المؤدي إلى الاستقلال الكامل)، والثبات عند الهدف في كل الظروف.
٢ - التكامل في استخدام طرائق الصراع السياسي والمسلح، من غير إهمال لإحدى الطريقتين، أو الاعتماد على إحداهما على حساب الأخرى.
٣ - التوازن في توجيه الصراع على المستويات الداخلية والعربية والدولية. والاعتماد على جناحي الجزائر - الجغرافيين - المغرب وتونس، والاستناد بصورة طبيعية إلى الأرضية الصلبة والثابتة (الأرضية العربية - الإسلامية) من غير إهمال للظروف الدولية.
٤ - تطوير الصراع المسلح وتصعيده بصورة مستمرة بما يتناسب وثقل الهجمة التي كانت تعمل فرنسا الاستعمارية على تطويرها بصورة ثابتة.
٥ - البدء قبل كل شيء بدعم أرضية الثورة، وذلك بالقضاء على أعداء الثورة في الداخل وتدمير المتعاونين مع فرنسا، وعزل النظام الاستعماري وتطويقه.