٦ - نقل الحرب بكل أبعادها السياسية والعسكرية إلى فرنسا ذاتها وتوجيه التهديد الى قلب فرنسا الأمر الذي خلق في فرنسا انقساما خطيرا. وهكذا وبينما كانت الجبهة الجزائرية تتزايد تلاحما يوما بعد يوم، كان استمرار الصراع يمزق الجبهة الداخلية لفرنسا بصورة متزايدة، وكان ذلك هو العامل الحاسم في تقرير مصير الصراع.
٧ - الافادة من الأخطاء السياسية والعسكرية للاستعماريين الإفرنسيين - وهي أخطاء متلاحمة في صلب النظام الاستعماري ذاته - واستثمار هذه الأخطاء الى أبعد الحدود.
٨ - تطبيق استراتيجية رائعة من قبل (القادة التاريخيين للثورة) وتجنب الوقوع في الأخطاء الخطيرة، والتحرك بحذر شديد على كافة مستويات الصراع.
تلك هي أبرز الملامح - لا كلها - وعودة إلى قصة الثورة.
استطاع الثوار التاريخيون إثبات وجودهم على المسرح القتالي، وتمكنوا من تجاوز مرحلة الخطر طوال السنة الأولى من الصراع المسلح، وامتد لهيب الثورة مع بداية سنة ١٩٥٦ ليشمل كامل تراب الوطن الجزائري تقريبا. وتحرك المغرب العربي (مراكش) وحصلت تونس على استقلالها الذاتي، وخاضت فرنسا معركة الانتخابات التي فاز فيها الاشتراكيون، وأصبح (غي موليه) رئيسا للوزراء، وبات لزاما عليه تنفيذ وعده لناخبيه بتحقيق (السلم في الجزائر). غير أنه لم يكن يعرف ما يتضمنه هذا السلم، ولا ما يعنيه. وعند وصوله إلى السلطة سافر إلى الجزائر العاصمة. فاستقبله الأوروبيون بنفور ظاهر، وهاجموه بالطماطم الفاسدة (البندورة). ثم قام بزيارته للجزائر كلها، واستشار العسكريين