فيها. وكان كل ما عرفه أو تعرف عليه، جديدا بالنسبة إليه. فالمسألة مختلفة كل الاختلاف عما كان يتصوره. وفجأة، غير (غي موليه) سياسته، وعين (لاكوست) وزيرا مقيما في الجزائر، وأعطى للإدارة الإفرنسية في الجزائر سلطات خاصة، واستدعى قرعات جديدة من الجنود، ودعم قوات حفظ الأمن (الجندرمة والبوليس) في الجزائر حتى بلغ تعداد أفراد القوات المقاتلة (٤٠٠) ألف رجل.
لقد زجت هذه الإجراءات فرنسا في طريق لا نكوص عنها ولا تراجع فيها: فإما الانتصار السريع والحاسم وإما التخلي عن الجزائر. وكان هذا الجهد العسكري بمثابة السد الذي لا يسمح بأية تسوية سياسية .................... هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية، فقد كان من المحال على فرنسا الاستمرار في تقديم مثل هذا الجهد العسكري لمدة طويلة جدا، في حين ظهر بوضوح أن عملية إخماد الثورة في الجزائر - عسكريا - حتى من وجهة نظر الإفرنسيين تتطلب مهلة زمنية لا تقل عن العشر سنوات.
حاول (لاكوست) ومعه (الجنرال لوريو) استخدام التعزيزات الضخمة في محاولة لانتزاع المبادرة من قبضة قيادة جبهة التحرير. ونفذ في محافظة قسنطينة منهجا للقضاء على الثورة، والسيطرة على مناطق متميزة بصورة قوية. وفي منطقة القبائل، حاول الجنرال (أوليه) القيام بعمل سياسي على مستوى (الكومونات البربرية) وتطويره وردت جبهة التحرير على ذلك بعنف، فوقعت مذبحة (باليسترو) الرهيبة. ثم دعمت جبهة التحرير وحدتها ومناهج عملها بالمؤتمر الذي عقدته في (وادي الصومام) وطورت الإرهاب المضاد للإرهاب الإفرنسي في العاصمة (الجزائر) حتى بات المناخ