لقد تعرضت صحيفة (أوبسرفاتور) الفرنسية (١) للموقف بقولها:
(وإذن فكل شيء باق على ما كان عليه، بعد عام من تولي (ديغول) مقاليد الحكم، ولم يتغير أدنى شيء .. أما مهزلة التآخي فقد افتضحت ... والعمليات العسكرية ما تزال مستمرة بالعنف ذاته، والشدة ذاتها، على نحو ما كانت عليه في الماضي، ولماذا يحدث إذن أدنى تغيير؟ .. ٠ فاليوم مثل الأمس ... إن الجزائر لا تريد أن تكون فرنسية ... فإما أن نعترف بهذه الجزائر، وإما أن نتجاهلها، إما أن نتفاوض معها، وإما أن نبقى معها في حرب إلى الأبد).
وهذا ما أكده النائب العمالي البريطاني - ريتشارد كروسمان - بقوله:(لقد جاء ديغول ومعه خطرين: أولهما أنه حطم أمل الرجوع إلى الديموقراطية، إذ لو فشلت ديكتاتوريته الشخصية، أو توفي، فإن فرنسا ستواجه حربا أهلية يقف فيها الفاشيستيون والشيوعيون وجها لوجه، أما الخطر الثاني فهو فشل ديغول في إيجاد حل للقضية الجزائرية). وكذلك أيضا ما كتبته صحيفة (الأوبسرفاتور): (... إن الحقيقة بسيطة وواضحة لمن يريد أن يراها، فالسلم لم يكن في وقت من الأوقات أبعد مما هو الآن، ومحاولة إقناع الناس بوجود السلم تزوير جاءت به حكومة - ديغول - ولا يغفره لها أحد. إن الحرب لم تنته إلا في البلاغات الفرنسية، وحتى في هذه البلاغات، فقد استؤنفت كأعنف ما تكون حرب، ونستطيع ان نتبين الواقع المفجع من خلال أكاذيب وصمت البلاغات الفرنسية التي
(١) سقوط ديغول (كتب سياسية - ١٤٢) السيد الشوربجي - الدار القومية للطباعة والنشر - ١٩٦٠ ص٤٠ - ٦٧.