تزعم أن (٧١) من الثوار قد قتلوا في هذا اليوم و (١٢٣) قد قتلوا في اليوم الآخر الخ ... فمن هو الذي يصدق أن معارك في مثل هذا العنف لم يخسر الفرنسيون فيها شيئا؟ إنه لا يكفي لتزوير الحقاثق أن نسكت عن ذكر الخسائر. إنني عندما رجعت هذه الأيام من الإجازة وجدت رسالة وجهتها لي أرملة جنرال كان يعمل بالجيش الفرنسي في أفريقيا، وهي نفسها كانت تعمل في المقاومة الفرنسية، وأحرزت وسام المقاومة، وقد جاء في رسالتها: أعلن لكم بألم كبير مقتل ابني الوحيد - وهو ضابط - في كمين (ببلاد القبائل)، إن هذه الحرب الوحشية التي لا فائدة منها تحصد زهرة الشباب الفرنسي، وقد تكبدت كتيبة ابني خسائر فادحة، وقد كان ابني نفسه متعبا منهوكا، ومع ذلك، أرسل في مهمة كان الموت ينتظره فيها. إن صعوبة الانتقال واستحالة حمل ابني الى الجزائر، وانتظار قافلة تذهب إلى (تيزي أوزو) إن كل ذلك قضى على رجل بلغت قواه نهاية ضعفها، وهكذا تلقت تابوتا يحمل ابني الوحيد الذي كان يرغب مثلي في تآخي الشعوب).
وكتبت (صحيفة أمريكية)(١) ما يلي: (لا أعتقد أن هناك أيا من المسؤولين الأمريكيين يعتقد بأن الثورة الجزائرية يمكن إخمادها بنصر عسكري. إنهم يعتقدون أن الثورة في الجزائر، مثلها كمثل جميع الثورات المشابهة التي اندلعت في النصف الأول من هذا القرن، سوف تنتهي فقط عندما تفعل الحكومة الفرنسية ما تعلمت الحكومة البريطانية فعله، وهو الاعتراف بصدق عزم الثوار على طلب قيام وضع جديد في بلادهم. إننا لا نعتقد بأن فرنسا قادرة على تهدئة