للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجزائر والاحتفاظ بها عن طريق سياسة القوة العسكرية).

وفي الموضوع ذاته كتبت (صحيفة فرنسية) ما يلي (١): (بعد خمس سنوات من الحرب المستمرة في الجزائر، وبعد سنة من (عمليات التآخي) التي بدأت يوم ١٣ أيار - مايو - ١٩٥٨، يسقط الآن كل أسبوع مئات من القتلى، إذا صدقنا البلاغات العسكرية، وهناك ربع مليون جزائري بعيدين عن منازلهم، مما يدل دلالة قاطعة على تعاظم مقاومة المسلمين، وهذا يعني أنه ليس بالمستطاع إيجاد حل عسكري دائم. إن الشعب الجزائري لن يبقى مرتبطا في نهاية الأمر بفرنسا، إلا إذا أراد هو ذلك، مهما بلغت المحاولات الخيالية المبذولة لتنفيذ (سياسة الدمج) وإذن، فكل شيء متوقف على إرادة الشعب الجزائري.

لقد أصبح من الواضح الجلي بعد خمس سنوات من الحرب، أنه من المحال إيجاد حل للمشكلة عن طريق إبادة أحد الطرفين المتصارعين، فلا أعمال الإرهاب، ولا القمع، ولا العمليات العسكرية، استطاعت كلها ان تفتح الطريق نحو الحل الممكن، ولن تستطيع المكاسب الاقتصادية - هذا إذا ما أمكن تنفيذ بعض المشاريع المدروسة - ولا بعث أسلوب العطف الأبوي الاستعماري القديم، أن تخنق إرادة الاستقلال الموافقة لتطور العالم الحديث ولتقاليدنا القومية ذاتها. إن الواجب يفرض علينا أن نثق بهذه القوى الجديدة، وأن نؤمن بمستقبلها الخاص، وأن نترك الشعب الجزائري ذاته حتى يحل قضيته التي لم تستطع الحرب، ولا الددبلوماسية، ولا الحوادث، ولا المشاريع الاقتصادية أن تصل أبدا


(١) جاك بيرك (لوموند) ١٦/ ٥ / ١
٩٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>