للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعادت (صحيفة فرنسية) (١) للقول على لسان مراسلها:

(يقودني جزائري نحو زاوية محصنة، ويريني علما أخضرا مخضبا ببقع حمراء كبيرة ويقول لي: انظر إلى هذا العلم، هذا دم إخواننا. ولقد جرى هذا اللقاء الصحفي في عرض الشارع، تحت أنظار رجال القوى الخاصة الذين تجاوزهم وطغى عليهم الحادث الرهيب.

فتى مسلم ... يقترب منا، إذ نوجس خيفة أن تطغى بين دقيقة وأخرى الآلاف المحتشدة على قوى المحافظة على النظام، ويقول لأحد رجال الشرطة: لو أعرتني مكبر الصوت، هذا، فإني سأحاول تهدئتهم. وعندها يعطي الشرطي مكبر الصوت السيار الخاص بمصلحة الأمن إلى الفتى المسلم الذي يمسك بالمكبر، ويستدير نحو الجمهور الهادر الذي ما فتىء يرفع الرايات الخضر ذوات الهلال والأنجم الحمر، ثم يبدأ بالهتاف: (عباس إلى الحكم! عاشت جبهة التحرير الوطني!). .

ومعروف أن مظاهرات وطنية مماثلة قامت في المدن الجزائرية الأخرى وخاصة في وهران وعنابه (بونه) وتيهرت وسعيده وسطيف وبليدا؛ وهي المظاهرات التي استمرت بعد ذلك طوال شهر رمضان الأول - ديسمبر - ١٩٦٠ وشهر كانون الثاني - يناير - ١٩٦١.


(١) صحيفة (باريس جور) ١٢ كانون الأول - ديسمبر - ١٩٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>