بكفاءة عالية جدا، وهو يدرك تماما الموقف والسلوك اللذين يفرضهما عليه أصله ... وإني أعتبره - شخصيا - بمثابة نموذج رائع للجندي. وإن ما حصل عليه من الأوسمة والثناءات لتؤكدان ذلك. إنه رجل واجب ومسؤولية، فخور وأبي ومتحفظ ووفي بالإضافة إلى ما ينفرد به من فضائل نبيلة وأخلاق عالية).
انطلاقا من هذا الموقف، فإن الأمير خالد لم يشترك في مؤتمر (المغاربة الوطنيين المنفيين في لوزان) سنة ١٩١٦. كما لم يشترك في المؤتمر الثالث للوطنيين المضطهدين والذي طالب باستعادة تونس والجزائر لاسقلالهما. ولم يشترك أيضا في (جمعية المسلمين لاستقلال الجزائر وتونس) وهي الجمعية التي تأسست في برلين (في كانون الثاني - يناير - ١٩١٦)(والتي ضمت إليها عمه الأمير باشا وابن عمه الأمير سعيد)(١). وهكذا بقي الأمير خالد ملتزما بحزب (الجزائر الفتاة) لا أكثر ولا أقل، وهو الحزب الذي صنفته ألمانيا في الحرب العالمية الأولى بأنه حزب معاد لها، لأن أعضاءه لم ينقادوا للوطنيين المنفيين والذين اجتمعوا في مؤتمر برلين.
وقد أعلن الأمير خالد في بداية سنة ١٩١٩، أنه من أنصار
(١) الأمير علي باشا هو الذي وضع (النداء الشهير للمسلمين) وطالبهم بالخدمة في جيوش الحلفاء لإنقاذ الخليفة وإنقاذ المسلمين وأماكنهم المقدسة وتحرير الجزائر وتونس والمغرب. وقد صدر هذا النداء باللغة العربية في برلين سنة ١٩١٦. أما الأمير سعيد فقد انضم إلى الحلفاء، وتولى القيادة في دشق قبل دخول الجيش العربي إليها.