وكان مما عاناه الأمير خالد هو إظهار بعض أصدقائه - وفيهم من كان شديد الحماسة - رغبتهم الواضحة في التخلي عن الصراع، واعتزال ميدان الجهاد. كما كان في جملة ما عاناه أيضا تعرض صحيفته (الأقدام) لمتاعب مالية؛ مما اضطره لإصدارها في صحيفة واحدة، بل حتى إيقافها عن الصدور من يوم ١٠ حزيران - يونيو -وحتى يوم ٢٢ تموز - يوليو -. وكان أن اجتمع مؤتمر النواب المنتخبين المسلمين للبلديات، وتقدموا إلى الأمير خالد برجاء العدول عن استقالته. ورشح نفسه بعد ذلك للانتخابات الفرعية في شهر تموز - يوليو - ١٩٢١،وعادت الإدارة الإفرنسية في الجزائر لبذل جهودها لإسقاطه غير أنها فشلت في مساعيها، ونجح الأمير خالد بأكثرية ألفي صوت، وانتصر على منافسه (محيي الدين زروق) الذي كان مرشح المخابرات الإفرنسية.
أدى هذا النجاح، والذي لم يكن متوقعا تماما، إلى إعادة تنظيم صفوف حزب (الجزائر الفتاة) كما أعيد تنظيم إدارة صحيفة (الأقدام). فاختفى من إدارتها الحاج عمار وقايد حمود. وفي يوم ٢ أيلول - سبتمبر - أعلن الرجلان (تنازلهما عن عملهما لمصلحة الأمير خالد) الذي أسند إدارة الصحيفة إلى أحمد بلول، وهو أستاذ مجاز في العلوم الفيزيائية. كما أدى نجاح الأمير خالد إلى مصالحة بينه وبين (بنثامي) أو بن شامي. وعندما جرت الانتخابات الفرعية في تشرين الأول - أكتوبر - ١٩٢١، أفاد (بنثامي) من دعم الأمير خالد له، ففاز في المدية بانتخاب (المستشار العام)،كما عمل الأمير خالد على دعم مرشح آخر في هذه الانتخابات (في المليانة) مما أدى إلى نجاح هذا المرشح.