لرائدهم ومفجر طاقاتهم - الشيخ عبد الحميد ابن باديس - من الفضل في الريادة والجهد، هو أمر كاف للتركيز على جهده بهدف الوصول إلى أرضية الثورة.
وإذا كان للثورة الإفرنسية كتابها وأدباؤها وفنانوها الذين رسموا الطريق - طريق الثورة - أمام أجيال الثورة.
وإذا كان للثورة الروسية كتابها ومنظروها وباحثوها الذين حددوا معالم الطريق أمام أجيال الثورة.
فإن للثورة الجزائرية من كل ذلك نصيب لا ينافسه منافس، ولا يطاله مطاول ولا ينكره إلا مكابر.
ولهؤلاء الرواد جميعا فضل على كل مفكري الثورات وواصفي نظرياتها ومفجري طاقاتها، فقد عمل جميع أولئك في ظروف أقل ما يقال فيها أنها كانت متفتحة على آمال النجاح، مبتعدة إلى حد كبير عن ظروف القهر المرعب والضغط الوحشي. أما هؤلاء: علماء ثورة الجزائر، وكتابها وفنانوها وأدباؤها وشعراؤها ورجال صحافتها، فقد عملوا وسط ظروف يصعب وصفها، ووسط مناخ من اليأس القاتل. غير إن القلوب التي يعمرها الإيمان بالله الواحد القهار. والنفوس التي يضيئها نور الإسلام الخالد، استلهمت من إيمانها وإسلامها كل الثقة بالنجاح وكل الأمل في المستقبل.
لقد عمل عبد الحميد بن باديس وجيل الرواد، بإيمان لا تزعزعه الجبال بحتمية انتصار الإسلام والمسلمين، ونصروا الله، لصدق الله وعده وأيدهم بنصره، وأمكن لهم بذلك (بناء قاعدة الثورة)