الهادف، ويحتد في حديثه وهو يتعرض لحالة الإسلام والمسلمين. وعن اعتداء أعداء الإسلام على بلاد الإسلام، وأن ما سيأتي به المستقبل هو أدهى وأمر، نظرا لفراغ البلاد الإسلامية من الدعاة المرشدين. واشتغال كل مسلم بما يعنيه خاصة).
بدأت حياة أحمد توفيق المدني بكتاب من كتاتيب العاصمة تونس، ولم يكن قد تجاوز الخامسة من عمره. لينتقل في سنة ١٩٠٩ إلى المدرسة الأهلية القرآنية، ومنها إلى الجامع الأعظم (جامع الزيتونة) في سنة ١٩١٣. (والمدرسة الخلدونية - التي تعد تكميلية للدراسة الزيتونية). وأظهر خلال ذلك قدرة خطابية مثيرة، وكفاءة عالية في الكتابة دفعته إلى تحرير عدد من المقالات الوطنية والاجتماعية والسياسية، نشرها في صحيفة (الفاروق) التونسية - التي كانت تصدر أسبوعيا. (وكان ذلك في سنة ١٩١٤). وعندما انفجرت الحرب العالمية الأولى، كون خلية من رفاقه للتحريض على الثورة ضد فرنسا. فكان أن اعتقلته السلطات الإفرنسية في تونس يوم ١٤ شباط - فبراير - ١٩١٥ وألقت به في السجن حتى شهر تشرين الثاني - نوفمبر - ١٩١٨.وقد أفاد من فترة السجن لمتابعة تعليمه الديني ودراسة اللغة الإفرنسية حتى أتقنها. وعندما خرج من سجنه، كان إنسانا جديدا قد صلب عوده، وتكونت شخصيته، واتسع أفقه، رغم حداثة سنه.
أدى هذا النضج المبكر، بالمجاهد الشاب أحمد توفيق المدني، إلى الالتقاء مع جيل رواد الجهاد، حيث تم له التعارف في تونس مع الشيخين عبد الحميد بن باديس ومحمد البشير