للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتنضيد العراجين، أو للصرم، ويحرثون الأرض بالفؤوس الكبيرة، وينزحون الماء من الآبار العميقة، ويقومون بكل الأعمال الفلاحية الصعبة، فينهمر العرق من التلاميذ، وذلك العرق هو الذي يغسلهم من الفسولة، ويبعد عنهم الرخاوة والأمراض، ويورثهم أخلاقا عظيمة لا تكون إلا بالعمل في البساتين والحقول! إنه أحسن في التربية من لعب الكرة وغيرها من كل الألعاب التي يأتيها المترفون الفارغون. إن ذهاب الطلبة إلى العمل في البساتين والحقول، من وحي المعهد وتوجيهه، ومن أمر الوالدين وحثهم، لينشأ ابنهم على حب العمل، وعلى النشاط والحزم والشجاعة، وعلى القوة في جسمه، وعلى الفراهة والنضارة في كل نواحيه) (١).

ثانيا: تنمية الفضائل، من خلال الالتزام بشعار المعهد الذي وضعه له الشيخ بيوض (الخلق قبل العلم، ومصلحة الجماعة قبل مصلحة الفرد). وكذلك: (إن الغاية التي يجب أن يجعلها المتعلم نصب عينيه هي: طلب رضى الله سبحانه وتعالى، وشرف العلم نفسه، وتثقيف العقل، وتربية النفس تربية صحية، وإعدادها لتحمل عبء الإصلاح الديني والوطني).

(إن الأنانية هي أم كل الشرور، إنها سبب الحسد والعصبية، والعداوة الشديدة بين الأمم والأفراد، وكل الويلات التي تفتك بالمسلمين. لذلك يحاربها المعهد بكل وسائله، وتحاربها الهيئة التدريسية بكل طاقاتها وتطهر النفوس منها، وتملؤها بحب


(١) نهضة الجزائر الحديثة (محمد علي دبوز) ص ٤٣ - ٤٤ و٣٤ و١٥٨ - ١٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>