للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تتابع رجال كثر ينتمون إلى الاتجاه القومي. فليس من الضروري أن يكون المرء مفسرا ملهما حتى يدرك أن المشكلات لم تعد مطروحة عام ١٩٥٣ على النحو الذي كانت مطروحة فيه بعد الحرب العالمية الأولى، كما لم تعد هي نفسها طرق تفسيرها وحلها. وكان النزاع الذي أدى إلى نشوء (اللجنة الثورية من أجل الوحدة والعمل) بشكل خاص، هو تعبير عن الافتراق بين الروتين والتجديد، بين قومية كلامية كانت تحاول أن تبقى في مرحلة البيانات وبين قومية نشيطة تتلظى للعمل. ويجب أن نضيف إلى هذا الازدواج مساوىء - عبادة الفرد - فقد شرب (حزب الشعب الجزائري) وبعده (الحركة من أجل انتصار الحرية والديموقراطية) الشبان العاملين عبادة (مصالي الحاج) خلال عشرات السنين، وذلك من أجل إيجاد رمز للحركة، فكان يسمى (أبا الشعب) ولم يكن هناك أحد في الحزب يجرؤ على مخالفة (المعلم). ولم يعرف (مصالي الحاج) وهو من أصل متواضع مثلنا جميعا أن يوقف هذا (التأليه) فأخذ من مكمنه، وأخذ يعتقد بمعصوميته. ولما تجاوزته الأحداث والمشكلات، حاول أن يداوي عدم كفاءته الثورية بطلاء خارجي يعود إلى التهريج أكثر مما يعود إلى النضال الفعلي الصحيح. وعندما حاول أعوان غير مأخوذين بالسحر الظاهري أن يقوموا بردود فعل مناسبة وصحيحة كان الأوان قد فات، فاصطدموا بحاجز صلب. وكان المرض عميقا لدرجة أصبح من الضرورة معها انتظار انفجار الحزب حتى يصبح بالإمكان القيام بعمل ثوري حقيقي. ومهما يكن من أمر، فقد كانت فرنسا الاستعمارية،

<<  <  ج: ص:  >  >>