(والتي يمثل نموذجها الأعلى خير الدين بربروس). وضمن هذا الإطار يمكن فهم (الحروب الثوروية في البر) والتي تمثلها مجموعة من الثورات، أبرزها ثورة (عبد القادر الجزائري) وثورة (المقراني والحداد) في الجزائر ومرورا بثورة (المهدي) في السودان، و (الثورة الوهابية) في العربية السعودية. والثورات المتتالية في بلاد الشام ومصر وأبرزها ثورة (عز الدين القسام) و (الثورة السورية الكبرى) ونهاية (بالثورة الإسلامية الإيرانية) التي لن تكون يقيتا آخر الثورات الإسلامية.
المثر في الأمر هو ملاحظة تلك الثورات الفكرية الإسلامية التي ارتبطت باستمرار مع الحروب الثوروية، وانطلقت من (المسجد ومن المدرسة الإسلامية) والتي يمثلها أفضل تمثيل (عبد الحميد بن باديس) في الجزائر. فهل من الغرابة أن يصبح المسجد وتصبح المدرسة الإسلامية الهدف الأول للهجوم الشامل والمضاد للعالم العربي. الإسلامي؟ .. لا غرابة في ذلك!
ولقد ظهرت في العصر الحديث محاولات كثيرة لطمس معالم الوجه المشرق للحروب الثوروية الإسلامية سواء عن طريق تشويه صفحة قادتها بالدس اللئيم، أو عن طريق اسدال الستار على المضمون الاجتماعي لهذه الثورات بما يتنافى مع قواعد الشرف - شرف أصالة الأمة العربية - وصرفها عن طريقها السوي بإعطائها مضامين تحمل زي العصر (نموذجه وبدعته - المودة). ومن هنا تظهر الحاجة لإبراز الوجه المشرق (للحروب الثوروية الإسلامية) بهدف تأكيد الطابع المميز لها، وبهدف المحافظة على أصالة هذا الطابع من أجل اعتماده قاعدة ثابتة لبناء المستقبل.