الأحداث. وعلى هذا لم يكن من الغريب أن يباغت انفجار الثورة (سنة ١٩٥٤) الحزب الشيوعي - قدر مباغتته لكل الأحزاب الإفرنسية سواء بسواء. وكان رد فعل الحزب الشيوعي معروفا. فقد اعتقد هذا الحزب في البداية، أن الثورة ليست أكثر من حركة ضعيفة قام بها بعض قطاع الطرق أو العصاة (الفلاقة). وأعلن الحزب الشيوعي شجبها والوقوف ضدها بقوله:(إن الحزب لا يوافق على دعم الحركات الفردية والمشبوهة والتي تحاول لعب الدور السيء في الحركة الاستعمارية). وعندما تبين له رسوخ قدم الثورة، وثباتها، وعمق جذورها، تبنى قضية إجراء مفاوضات مع الجزائريين للخروج من المأزق، وعلى أساس أن تضمن هذه المفاوضات إبقاء الروابط القائمة بين فرنسا والجزائر، ومن هذا المنطلق، ألقى الحزب الشيوعي بثقله في معركة انتخاب فرنسا سنة ١٩٥٦ - لمصلحة (غي موليه). وتضمن بيان الحزب الشيوعي ما يلي:(إننا نعلن موقفنا إلى جانب إبقاء الروابط السياسية والاقتصادية والثقافية القائمة بين فرنسا والجزائر. واضعين في اعتبارنا أن هذا الموقف يتوافق مع مصالح الشعب الإفرنسي قدر توافقه مع مصالح الشعب الجزائري ومع مصالح القسم الأكبر من الأوروبيين المستوطنين في الجزائر).
لقد منع الحزب الشيوغي أعضاءه من الالتحاق بالثورة أو الانضمام إليها ودعمها. لكن عددا كبيرا منهم مزق (هويته الشيوعية) وانضم إلى صفوف الثوار - بصورة فردية - وفتحت الثورة (ممثلة بجبهة التحرير وجيش التحرير) المجال الواسع لكل