رمادا. أما القرى، فكان نصيبها من التقتيل والإبادة أفظع وأشنع بحيث أن الجنود الإفرنسيين، كان يرغمون الأهالي على الدخول إلى أكواخهم الطينية المبنية باللبن ويوصدون الأبواب عليهم ثم تمر الدبابات الثقيلة على الأكواخ فتسحقها بمن فيها، وتحيل الأرض عجينا من طين ودم. وقد دمر الطيران الإفرنسي أربعين قرية ومحاها من الوجود، فيما نسف الأسطول البحري مدينة (مثل مدينة خراطة في عمالي قسنطينة) بسكانها العرب وحولها إلى أنقاض.
وتبع مجزرة ١٩٤٥ حملة ١٩٤٧ في بلاد القبائل، حملة سنة ١٩٤٨ في - برقية - و - دشمية - وحملة سنة ١٩٤٩ في دوار سيدي علي بوناب - وحملة سنة ١٩٥٢ في منطقة الأوراس. وقتلت فرنسا كثيرا من المهاجرين الجزائريين إلى فرنسا وذلك في حوادث ٢٣ أيار - ماريو - عام ١٩٥٢. وفي ١٤ تموز - يوليو سنة ١٩٥٣. هذه بعض ملامح حرب الإبادة التي شنتها فرنسا
على الشعب العربي في الجزائر قبل الثورة. فبين يوم وليلة قتل (٤٥) ألف جزائري، دون ذنب أو سبب، اللهم إلا مطالبتهم بالحرية والسلام. أما في مجال الإرهاب والتعذيب والقهر، فقد كانت أجهزة الشرطة - البوليس - تمارسه على نطاق واسع - لا ضد المجرمين والأشقياء والمنحرفين، وإنما ضد الوطنيين الجزائريين، وكل من يقوم بنشاط سياسي تحرري، أو يعبر عن أفكار وطنية استقلالية. وعلى الرغم من تحديد صلاحيات التعذيب البوليسي في العالم، فإن البوليس الإفرنسي، قد منح صلاحيات مطلقة لقتل وتعذيب من يشاء من الجزائريين، دونما خوف من حساب أو حتى عتاب. وقد دفعت هذه الصلاحيات البوليس إلى