للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأفرو - آسيوية، وعلى تعاطف الشعب الافرنسي والديموقراطيين في العالم. فانتصار شعوب المغرب العربي، ذلك الانتصار الذي يضمن المساواة بين جميع أبنائها بدون تمييز، يعد عاملا قويا للتوازن والسلم في حوض البحر الأبيض المتوسط، وهذا الانتصار سيسمح بإقامة روابط وثيقة، ولا سيما مع الشعب الافرنسي في الكفاح ضد الفاشية، ومن أجل الديموقراطية. كما أنها تشكل علاوة على ذلك حصنا منيعا ضد الامبريالية في أفريقيا. إن الشعب الجزائري، تحت القيادة المظفرة لجبهة التحرير الوطني، وجيش التحرير الوطني، ستواصل زحفها الظافر من أجل الاسقلال. ومن أجل القضاء نهائيا على الاستعمار. ومن أجل انتصار حريات الانسان في ظل العدل والتآخي العالميين) (*).

بات (محمد العربي بن مهيدي) شخصة أسطورية في تاريخ الثورة، نتيجة ما أظهره من كفاءة عالية في تنظيم القوات، وإدارة الصراع، وجاءت نهايته المأساة لتتوج سيرته الرائعة، فقد اعتقلته السلطات الافرنسية يوم ٢٠ شباط - فبراير - ١٩٥٧، وأخضعته للتعذيب الرهيب، وإذ ذاك، وقف في مواجهة العقيد - الكولونيل - الافرنسي، من قوات المظليين، وقال له برجولة المحارب: (اسمع أيها العقيد، إننا، أنا وأنت، من السادة المهذبين لأننا نحتقر الموت. ولكنكم


(*) نشرت في مجلة المجاهد الجزائرية العدد ٢ في سنة ١٩٥٦ (ملفات وثائقية - ٢٤ - وزارة الاعلام والثقافة الجزائر - ١٩٧٦ ص ٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>