التجول في مدينة الجزائر، يعادل في قيمته ونتائجه قتل مائتي إفرنسي في الجبال) وكان عبان رجلا واسع الدهاء، عميق الموهبة التنظيمية الفائقة. وكان يرتحل في كل مكان في الجزائر يصل بين جماعات المناضلين، ويعمل على تحسين وسائل كفاحهم. وينسق التعاون بين أعمالهم القتالية. وعندما تشكل المجلس الوطني للثورة الجزائرية في العشرين من آب - أغسطس - ١٩٥٦. كان رمضان عبان هو الشخصية الثالثة فيه (بعد حسين آية أحمد وفرحات عباس) غير أنه لم يستمر طويلا في ممارسة دوره. إذ أن تنقله الدائم، وتعرضه للمخاطر، أوقعه في كمين نصه له الافرسون في شهر شباط - فبراير - ١٩٥٨. فاستشهد على الفور، وخسرت الثورة مناضلا من أفضل مناضليها.
...
تلك هي بعض نماذج العناصر القيادية التي مارست دورها في إشعال نار الثورة وتطوير لهيبها، والقصة بعد ذلك ليست قصة أشخاص، وإنما هي قصة الثورة، ولقد بذلت محاولات لتمييز انتساب القيادة الجزائرية، وتقسيمها إلى سياسية مقابل عسكرية، وصلبة الشكيمة مقابل متساهلة، وبربرية من قبيلة مقابل عربية، وبورجوازية مقابل بروليتارية (أو ماركسية) غير أن مثل هذا التقسيم لم يكن يحمل أي مضمون حقيقي، فعلى الرغم من بعد المسافات الفاصلة بين مواطن القادة. وعلى الرغم من تباين وجهات نظرهم تباينا واضحا. إلا أن وحدة الصراع المشترك ضد طغيان فرنسا قد صهرهم في بوتقة واحدة، وضمن