للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سماع صوت مؤذن الفجر، لم يفتهم قراءة البيان الذي أعلنه ثوار الفجر.

(أيها الشعب الجزائري) (أيها المناضلون من أجل القضية الوطنية).

إنها منظمة ولدت مع الفجر، تحمل اسم (جبهة التحرير الوطني)، و (جيش التحرير الوطني)؛ وقد بدأت هذه المنظمة تأكيد وجودها بالنار وبالتوجه إلى (الشعب الجزائري).

ولكن من هم هؤلاء الذين يختفون وراء (التسمية الرمزية) أو ل (الشخصية الاعتبارية). لقد عرف شعب الجزائر أسماء لامعة، وقادة بارزين، تولوا الصراع وقادوا الجهاد بأسمائهم العلنية الصريحة. ولم يحدث قبل اليوم أن تعامل الجزائريون مع (مجهولين). ذلك لغز يجب حله؟.

وينظر الاستعمار بكثير من اللامبالاة إلى تلك الظواهر المتفجرة التي برزت في ليل عيد جميع القديسين. لقد تعودت الاستعمارية الإفرنسية عل قمع ثورات أضخم، وحروب أكبر، فكيف اليوم، وفرنسا تمتلك من وسائط القدرة العسكرية ما لم تمتلكه من قبل. ويصرح الحاكم بأمره في الجزائر (إنهم مجموعة من العصاة المتمردين - الفلاقة - وسيتم سحقهم قريبا). وتخرج الحملات العسكرية وتعود، دون أن تتمكن من سحق (الفلاقة).

وبدأ (شعب الجزائر) في التعرف على تلك الفئة المختارة من المجاهدين، الذين أنكروا وجودهم ليقدموه هدية لشعبهم. وتوثقت عرى التعارف من خلال ما كان يقدمه المجاهدون من تضحية وفداء. فأقبل على حاملي لواء الجهاد، يحتنهم ويحميهم ويدعمهم ويفتديهم بكل ما يملك، ويشاطرهم آلامهم وبؤسهم

<<  <  ج: ص:  >  >>