مدينة (طولون) ورجع إلى العاصمة (استانبول). وبما أن الحرب لم تتوقف بين إسبانيا والمسلمين، فقد استمر (خير الدين) في ممارسة الأعمال القتالية أثناء طريق عودته، فتوقف أمام مدينة جنوة، وارتاع مجلس شيوخها، فأرسل له مجموعة من الهدايا الثمينة مقابل عدم التعرض للمدينة بأذى، فتابع (خير الدين) طريقه حتى وصل جزيرة (البا) التي كانت تحت حكم إسبانيا - والتي أصبحت منفى نابليون بونابرت فيما بعد - فاحتلها، وغنم ما بها، كما احتل عددا من المدن الساحلية، من بينها مدينة (ليباري) ورجع إلى العاصمة وسفنه مثقلة بالغنائم فاستقبل كأحسن ما تسقبل به الأم أبناءها البررة.
ولم يعمر خير الدين بعد ذلك طويلا، ومضى إلى جوار ربه، وكان قد سبقه رفيق جهاده - واليه على الجزائر - محمد حسن باشا سنة ١٥٤٤م. فتم تعيين المجاهد (القائد الحاج بكير) لولاية الجزائر بصورة مؤقتة ريثما يتم تعيين وال جديد.
وتوفي (خير الدين) ولم يترك من الولد بعده إلا ابنه حسان وكانت أمه عربية من مدينة الجزائر.
واعترافا بفضل خير الدين، وتلبية لرغبة الجزائرين، أسند السلطان (سليمان القانوني) رتبة (أمير البحر - باي لرباي) إلى ابن خير الدين الوحيد (حسان) الذي ولد بمدينة الجزائر وتربى بين أهلها، وتعلم على أيدي علمائها. وكانت أمه سليلة إحدى بيوتاتها الكبيرة.
وغاب بوفاة (خير الدين) نجم طالما أضاءت له سماء المسلمين في البر والبحر، وانطوت بغيابه صفحة ناصعة من صفحات الجهادفي سبيل الله لتبدأ صفحة جديدة.