للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحشائش، وتزهر الأغصان، وتخرج البراعيم، ولهذا يسمى فصل النمو أو فصل الإنبات. ويخضع الغطاء النباتي لشروط طبيعية معينة تتحكم في وجوده وكثافته ونوعيته، ومن أهم هذه الشروط: المطر، والحرارة، والتربة، والضوء، والرياح، والموقع، والتضاريس، فلهذا تظهر النباتات في الجزائر وهي مختلفة من مكان لآخر تبعا لاختلاف الظروف المناخية السابقة الذكر.

ففي الإقليم الشمالي تظهر الحراج من ضرو، وريحان، وحمايرة، وعلانق، ودوم، عند حضيض الجبال. وفي المناطق القليلة الأمطار والارتفاع، تظهر غابات الفلين على السفوح التي يقل ارتفاعها عن (١٢٠٠ مم) والتي تظهر بها التربة الرملية بالخصوص. أما إذا اشتد الارتفاع، وزادت البرودة، وتنوعت التربة، فتظهر غابات الصنوبر والأرز والعرعار. والسفوح المقابلة للرياح الممطرة أوفر نباتا وأشجارا من السفوح الواقعة في ظل الرياح الممطرة. وفي إقليم الاستبس، أو النجود، الذي تقل أمطاره عن (٣٥٠ مم) سنويا، نجد الحياة النباتية فقيرة، وتختفي الغابات الكثيفة لتحل محلها الحراج والمراعي الواسعة. أما في الجنوب، حيث تكاد تنعدم الأمطار، فيكاد يختفي الغطاء النباني تماما. وكثيرا ما يقطع المسافر مئات الكيلومترات دون أن يقع بصره على نبتة عشب أو قطرة ماء.

تظهر بعد ذلك العلاقة الوثيقة بين المطر والنباتات عند الأخذ بمخطط بياني مقارن لأطوال النباتات الطبيعية، ومعدلات سقوط الأمطار، حيث يظهر أن ارتفاع النباتات (طولها) يصل الى عشرين مترا أو أكثر في الإقليم الذي تزيد أمطاره السنوية على (٣٥٠ مم). بينما لا يزيد ارتفاع هذه النباتات (طولها) على بضعة أمتار في الإقليم

<<  <  ج: ص:  >  >>