إقليم (تنزروف) أو (المليع) الخالي من النباتات تماما حيث لا يظهر لها فيه أي أثر. والثاني إقليم (الفقر النباتي) الذي تظهر في أوديته شجيرات (الثل) و (البطوم) و (الطلح) و (السنط) و (الصمغ) و (السدرة) التي تكتفي بالرطوبة القليلة المخزونة بين جزئيات التربة. أما فوق الهضاب الصخرية، فتظهر نباتات قصيرة جدا، مثل الضمران، والعجرم، والعلندة، والقرندل. كما تظهر فوق الكثبان الرملية نباتات الدرين، وهو الكلأ المفضل لدى الجمال. وتتميز النباتات الصحراوية بالآتي:
آ - أنها سريعة الظهور والاختفاء، نتيجة للأمطار التي تصلها من بعيد، وهي أمطار مباغتة غير منتظمة، تدوم وقتا قصيرا، فتؤثر بذلك في النباتات التي تظل بذورها مختفية تحت التربة عدة سنوات الى أن تنزل عليها أقل كمية من الأمطار، فتنمو بشكل غريب، وتدوم حياتها أياما معدودة، ثم تنام عدة سنوات قبل أن تظهر مرة أخرى، إذا ما نزلت الأمطار، وعاودنا نوبة الرطوبة.
ب - ان أغصانها غالبا ما تكون مجردة من الأوراق، وجذوعها قصيرة ودقيقة، وكثيرا ما كانت مسلحة بالأشواك لتدرأ عن نفسها هجمات الحيوانات، وتقلل من عملية التبخر في هذا الإقليم الذي تشتد فيه الحرارة وعملية التبخر، ويقل فيه الأثر الفعلي للأمطار.
ج - أن عروقها كثيرة ومتشبعة، حيث أنها ممتدة في اتجاهات مختلفة الى أعماق بعيدة حتى تصل الى المياه. وأغنى المناطق الصحراوية نباتا هي بطون الأودية، لأن طبقة اختزان المياه بها غير بعيدة عن سطح الأرض، وبذلك يسهل على النباتات المعتمدة على المياه الباطنية أن ترسل شبكة عروقها الى امتصاص حاجتها من الماء بسهولة.