للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخيانة والفساد (عدة شنتوف) و (علي شكال) الذي نفذ فيه حكم الإعدام في قلب فرنسا. وهذان الجاسوسان ينتميان الى المجلس الجزائري المزيف. (وابن التكوك) شيخ الطريقة السنوسية في (مستغانم). وتتم عملية الاعدام، بعد محاكمة المتهم حضوريا أو غيابيا، وتبحث في هذه المحاكمة الأدلة والبراهين القاطعة التي تثبت إدانة المتهم، وبعد ذلك، يعلن رئيس المحكمة الحكم النهائي. وينفذ هذا الحكم فورا.

وبانتهاء حياة الخونة، أصبح جلاء المستعمر عن الوطن الجزائري حتميا، فبفقدانه عيونه - جواسيسه - أصبح بدون مساعدة أو معين، فكيفما اتجه،، يجد حرابا مسنونة تدميه. وسيوفا مسلولة تقض مضاجعه. ولقد أظهرت عمليات إبادة الخونة أهميتها بسرعة مذهلة، فقد ظهرت الإدارة الإفرنسية في الجزائر، وقيادتها العسكرية، أنها باتت غارقة في الظلام، ولم يعد باستطاعتها تقويم القوات الحقيقية للثورة، أو معرفة أي شيء عن نوايا الثوار ومخططاتهم، فراحت تنعت رجال جيش التحرير بأنهم قطاع طرق (فلاقة) وذلك لتغطية ما ترتكبه القوات الافرنسية من جرائم التقتيل والابادة والتدمير. وقدرت عدد رجال (الفلاقة) ببضع مئات من الرجال، وأحيانا تزيد عددهم الى بضعة ألوف - ثم إلى (١٥ ألفا).

وبقي جيش التحرير محتفظا بسرية عدده وعدته. وكان يعلن في كل المناسبات بأن: عدده هو مجموعة الشعب، وأن مخازن الجيش الافرنسي هي مصدر سلاحه. وكان جيش التحرير عندما بدأ عملياته. قد قسم البلاد الى ست مناطق عسكرية، وزع قواته عليها توزيعا محكما؛ وجعل على رأس كل منطقة قيادة مهمتها إدارة الحرب

<<  <  ج: ص:  >  >>