للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هجوم الوطنيين على سكيكدة - أي السبت ٢٠ آب - أغطس - في حين وقعت مذبحة النساء والأطفال يوم الثلاثاء ٢٣ آب - أغسطس - وعلى هذا فإن اعتراف المسؤولين الافرنسيين لم يكن إلا ستارا لتمويه الحقائق وإخفاء الجرائم الوحشية. وقد نقلت الصحيفة الافرنسية (لومند) صورة عن هذه المذبحة، بالكلمات التالية:

(إنني أكرر ما شاهدت، فقد رأيت كلبا مشدودا الى وتد، جعل يزأر حين شاهدنا، وآخر ينبح من الجهة الأخرى للطريق، ورأيت دجاجا ينقر بين الجثث بكل هدوء ... لقد ميزت بين الضحايا بكل سهولة كثيرا من الأطفال الذين لم يبلغوا العاشرة من عمرهم؛ كما أنني لا أذكر أن شاهدت رجالا كهولا بينهم. وإنني أرى جيدا لأعطي بعض الأمثلة: فتاة جاتية على ركبتيها، ورأسها بين يديها ... وأرى شيخا ومجموعة مكونة من ثلاث نسوة، لم يزلن يحملن أطفالهن بين أيديهن، أما بقية السكان، فإنهم عبارة عن جثث هامدة مبعثرة بين الأكواخ ... الحقيقة أنه لم تكن تنبعث أية رائحة من هذه المنطقة مما يبعث على الدهشة إذا صح أن المجزرة حدثت يوم السبت، أي يوم المعركة، ولقد تحققت كذلك أن الدماء المتجدة لم تزل حمراء ... لقد كانت الفوضى عامة، مما يفسر بأن الأهالي كانوا يفرون في كل اتجاه أثناء المذبحة ... وبإمكاني التأكيد: بأنه إذا لم تكن المذبحة قد حدثت صباح الثلاثاء كما تبين لي من كل شيء، فإنه ليس من المعقول أن تكون قد حدثت يوم السبت).

كانت مذبحة وحشية، أكدت للحزائريين مرة أخرى - بعد الألفين - طبيعة الاستعمار الافرنسي، وما تميز به من القسوة والتطرف، وبرهنت من جديد أيضا للجزائريين المسلمين أن الطريق

<<  <  ج: ص:  >  >>