للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بصورة رائعة، لأنها استهدفت الروعة في إثارة الخيالات والتصورات، وبالإضافة إلى هذا، رسمت اللجنة الثورية للوحدة والعمل، منذ البداية، خطا سياسيا واضحا جدا استهدف في الوقت ذاته الاعتماد على التقاليد الاسلامية - منع شرب الخمر والتدخين -ومارست إرهابا شديدا كمم بسرعة كبيرة أفواه الشعب أمام السلطات الافرنسية (قطع الانف - اغتيال عملاء الادارة الافرنسية من المسلمين - الذبح أمام شهود (١) وتجنبت اللجنة بذكاء حاد كل مجابهة مباشرة مع القطعات الافرنسية - باستثناء اللجوء الى الكمائن والاغتيالات على مختلف أشكالها.

كان من حظ الثوار - التاريخيين - في هذا الوقت أنهم هاجوا عملاقا ذا قدمين من صلصال: فقد كانت الادارة الإفرنسية في الجزائر متكلسة، متصلبة، وغير كافية للاشراف الكامل على البلاد. وبالإضافة الى هذا، شلت مجموعة القوانين الشرعية - التي تعتبر


(١) جدير بالذكر أن قيادة منظمة التحرير، وقيادة جيش التحرير، لم تلبثا أن حرمتا (الذبح أمام شهود) بسبب تناقضه مع الشريعة الاسلامية. أما في موضوع الارهاب -المشار إليه - فقد كان هو الوسيلة الوحيدة لمجابهة الارهاب الاستعماري، وحماية الثورة ورجالها. ويذكر أبناء ثورة الجزائر، أن هذا الارهاب قد وجه بصورة محدودة ضد الخونة المتعاونين مع الادارة الاستعمارية (من المعمرين). وقد حفظت وثائق الثورة الجزائرية نماذج كثيرة وطرائق مختلفة لتنفيذ هذه العمليات في الجزائر - وفي فرنسا ذاتها - ومنها على سبيل المثال: توجيه بطاقات إنذارية تحمل رسوما معينة (جمجمة) مع تحديد وقت التنفيذ. وكاب هذا التنفيد يتم في موعده مهما كانت الظروف. ومن ذلك القصة المعروفة بلجوء أحد العملاء الى الادارة الافرنسية طالبا حمايتها عندما تلقى الانذار بإصدار حكم الثورة عليه بالاعدام. وكان أن أودعته السلطات الافرنسية السجن لحمايته. وتقدم رجل آخر - جزائري - يحمل الشارة ذاتها، فأودعته السلطات الافرنسية السجن الى جوار من سبقه. ومضت فترة الانذار، وفتح باب السجن، وخرج الجزائري المهدد. وتفقدت السلطة الرجل الآخر، فوجدته مقتولا، وعرفت أن المنفذ هو الرجل الآخر.

<<  <  ج: ص:  >  >>