للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي كان فيه الشعب الجزائري بكامله مرتبطا الى حد كبير بفرنسا (؟).

ونحصل هنا على أحد أكثر الدروس وضوحا في هذه التجربة: في الوضع الحالي، لا تكون الثورة معرضة للخنق والخطر إلا في مرحلة قيامها. ولكن للإفادة من حساسية الثورة، واحتمال تعرضها للخطر والخنق في بدايتها، ينبغي أن تتمكن قوى الأمن من الحصول فورا على الوسائل المادية والشرعية الضرورية لعملية القمع. ولم يكن هذا هو الحال ضمن إطار التشريع الافرنسي في ذلك الوقت، والذي شل مرارا، بنوايا جديرة بالثناء، ولكنها نوايا ساذجة.

شرع الثوار الجزائريون، بعد أن نجحوا في الظهرر بشكل بارز على المسرح بتوسيع بقعة الزيت التي شكلها مناخ عدم الأمن، وهم يملكون إحساسا صائبا جدا بالاستراتيجية الملائمة لثورتهم، وكان قطبا الاضطراب هما قلعتا البربر: الاوراس ومنطقة القبائل. ومن الاوراس انتقلت الثورة تدريجيا حتى شملت قسنطينة كلها، في حين نشرت القبائل نفوذها على محافظة الجزائر والجزائر العاصمة. وإزاء هذا الموقف الذي كان يتفاقم يوما بعد يوم، قامت حكومة (ادارفرر، بإرسال (سوستيل) الى الجزائر في شباط - فبراير - ١٩٥٥ كحاكم عام. ويعتبر سوستيل رجلا ليبيراليا كان يأمل أن يستطيع تطبيق سياسة إصلاحية، وفي انتظار قيامه بهذه الاصلاحات طلب نجدات من العاصمة - باريس - فارتفع عدد القوات الافرنسية في الجزائر الى (٨٣) ألف رجل. في غضون ذلك، وفي تموز - يوليو - وجدت منظمة التحرير الوطني نفسها قوية بدرجة كافية لشن عصيان شامل في كل محافظة قسنطينة. وكان هذا العصيان لهيبا من المذابح الشرسة،

<<  <  ج: ص:  >  >>